خطبة الجمعة القادمة المسموعة للشيخ كمال المهدي “المواساةُ في القرآنِ الكريمِ”
خطبة الجمعة القادمة المسموعة: “المواساةُ في القرآنِ الكريمِ” ، للشيخ كمال المهدي، بتاريخ 17 صفر 1442هـ ، الموافق 24 سبتمبر 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 24 سبتمبر 2021م بعنوان : “المواساةُ في القرآنِ الكريمِ” ، للشيخ كمال المهدي:
1- ما المقصودُ بالمواساةِ .
2- الحكمةُ من المواساة . ِ
3- ثمراتُ وفضائلُ المواساة . ِ
4- نماذجٌ من مواساةِ اللهِ تعالى لأنبيائهِ وأوليائه. ِ
5- نماذجٌ مشرقةٌ من سيرةِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم مع المواساة. ِ
ولقراءة جزء من خطبة الجمعة القادمة 24 سبتمبر 2021م ، بعنوان : “المواساةُ في القرآنِ الكريمِ” ، كما يلي:
**
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلين سيدِنا محمدٍ عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليم.ِ
أما بعد :- ُ
أحبتي في اللهِ :- إنّ الناظرَ في سنةِ اللهِ جلّ وعلا في خلقِه للدنيا يجدُ أنّ اللهَ تعالى خلقَ هذهِ الدنيا وجعلَ طبيعتَها الشدةَ وجعلَ فيها التعبَ والنصبَ والكدحَ والكدرَ، قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) [البلد:٤].
يكابدُ في هذه الدنيا، فتعتريهِ الهمومُ والأحزانُ والغموم. ُ
هذا بخلافِ الجنةِ… فالجنةُ ليس فيها همٌّ ولا غمٌّ، قال تعالى مخبرًا عن حالِ أهلِهَا: (لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجر:٤٨].
وقال تعالى عنهم: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:٣٤].
وإنّ المتأملَ ليجد حكمةً بالغةً في هذا الأمرِ، فاللهُ جلّ وعلا جعلَ الدنيا دارَ تعبٍ ونصبٍ وكدحٍ وهمومٍ وغمومٍ كما جعلَ فيها زينةً ومتاعاً إلا أنّ هذا المتاعَ قد يخالطُه الهمومَ والغمومَ والأحزانَ أما الجنةُ فهي دارُ راحةٍ وسعادةٍ ومتعةٍ. وما ذلك إلا لأنّه لو لم يكنْ في الدنيا هذا الهمُ والغمُ، وهذا النصبُ والمرضُ والتعبُ، سيكون التعلقُ بها شديدًا.
لذلك جعلَ اللهُ تعالى الشدائدَ والهمومَ فيها حتى يُذَكِّرَ العبادَ أنّ هناك داراً أخرى ليس فيها هذه الشدائدُ، ليس فيها همومٌ ولا غموم.ٌ فلا يتعلقوا بالدنيا تعلقاً شديداً.
قِيل للإمامِ أحمدَ رحمه اللهُ: متى يجدُ العبدُ طعمَ الراحةِ؟ قال: “عند أولِ قدمٍ يضعُهَا في الجنة”.ِ فالدنيا ليس فيها راحةٌ أبداً.
بل تجد فيها المهمومين والمكروبين والمديونين والفقراءَ والمساكين والبائسين وغير ذلك.
فجاءَ الإسلامُ ليخففَ من هذه الضغوطِ على هؤلاءِ وذلك من خلالِ نشرِ الأخلاقِ التي تحثُّ على التكافلِ الاجتماعي..
ومن هذه الأخلاقِ خلقُ المواساةِ مع جميعِ الناسِ على اختلافِ عقائدِهم وجنسياتِهم.
فما المقصودُ بالمواساةِ وما الحكمةُ منها وما فضلُها ؟
هذا ما سيدورُ عليه حديثُنا فأعيرُونِي آذانًا صاغيةً وقلوباً واعيةً.
(المواساةُ) أحبتي في اللهِ :- أن تشعرَ بالناسِ وتشاركَهم في أمورِهم .. تفرحُ لفرحِهم وتحزنُ لحزنِهم وتتألمُ لآلامِهم .. المواساةُ أن يعلوكَ الأرقُ لنازلةٍ نزلتْ بأخِيك، وأنْ تسبقكَ الدمعةُ لحاجةِ مسكينٍ، وأنْ يعتصرَك الألمُ لمصيبةِ أخِيك المسلمِ، وأفضلُ شاهدٍ على ذلك:
أنّ سيدنَا عمرَ بن الخطابِ رضي اللهُ عنه في عام المجاعةِ خاطبَ بطنَهُ قال: قرقرْ أيها البطنُ أو لا تُقرقرْ، فو اللهِ لن تذوقَ اللحمَ حتى يشبعَ منه صبيةُ المسلمين.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف